الشباب..بين ثقافة الكتاب وثقافة الانترنت

ثمة ضرورة ملحة تدفعنا للحديث عن واقع الشباب والكتاب، وهذه الضرورة تكمن في أن الشاب بلا كتاب = الفراغ الفكري والثقافي، مما يجعله عرضةً للارتواء من أي نبعٍ كان!! لذا نحن نميل للرأي القائل: بضرورة الاحتماء بالكتاب، لمواجهة أي عائق، ولتجاوز أي نوعٍ من السدود، وهذا التأكيد ناشئ من الواقع الذي نعيشه يومياً من خلال ما نلمسه من سلوكيات سلبية تصدر من فئة جيل الشباب.
         ومن الأمور المسلَّم بها أن الشاب القارئ، هو شابٌ قادرٌ على أن يعيش عصره، ليبقى منتجاً فعَّالاً، وقبل ذلك نجده ذا شخصية قوية، فالقراءة وكما هو ملاحظ، تُساهم بدرجة كبيرة في صقل شخصية الإنسان، والارتقاء بطريقة تفكيره، ورسم واقعه الاجتماعي، كما أنها تساهم في تنمية الاتجاهات والقيم المرغوب فيها لدى الشباب.
علاقة الشباب بالكتاب
         وعندما نوَّد الحديث عن العلاقة المتبادلة بين الشباب والكتاب؛ فأظن بأننا سنخلص إلى كونها علاقة سلبية، تتمثل في رفض الشاب للركون إلى الكتاب الذي عُدَّ يوماً ما كخيرِ جليسٍ للإنسان، ومن أراد أن يتأكد من صحة هذا الادعاء؛ معدل إنفاق بعض الشباب الجامعي في بلدٍ عربي على الكتب لا يتجاوز (10%)!! ولا أدري كم هي نسبة إنفاقه على مختلف الأمور الكمالية؟
         ومن الطريف أن المفكر اللبناني (علي حرب) كتب عرضاً لكتاب:(العمل بسرعة الفكر)، وهو من مؤلفات (بيل جيتس) -صاحب شركة مايكروسوفت وأحد نجوم العالم المُعَوْلم- وقد خلص علي حرب إلى أن "تجربة جيتس، مؤلف الكتب، تشهد على أن الكتب الورقية لن تموت مع الحاسوب والثقافة السمعية والبصرية، فإذا كان جيتس، الذي يُعدّ من أبرز رجالات الثورة الإعلامية، ولن يحل محله الكتاب الإلكتروني".
 ربما أشرنا لهذا المعنى في السطور السالفة، ويمكنني التأكيد هنا على مسألة السرعة والسهولة -التي تتاح عبر الإنترنت- أثناء تلقي
المعلومة المطلوبة، وكذلك أثناء نشرها.. شخصياً لديَّ كتاب كان من المفترض أن تُداعبه أيدي القرَّاء قبل ثمانية أشهر، إلاَّ أنه لحد الآن
لم يرَ النور، بسبب مماطلة الناشر؛ فلو لجأت للإنترنت كوسيلة للنشر، لأبصره  القرَّاء (ما بين رَقْدَةِ عينٍ وانتباهتها). إضافة لمسألة مهمة تتمثل في عدم قدرة الرقيب على تقييده بواسطة السلاسل الغلاظ، إن هو حاول حث الخُطى عبر الحدود.
         ولا أضيف جديداً لو قلت بأن الإنترنت يوفر المعلومة الحديثة، ولا يستطيع الكتاب منافسته في هذا الأمر؛ إذ بمجرد أن ينتهي الباحث من إعداده لبحثه، وبنفس السرعة يستطيع إتاحته للقارئ، بعكس الكتاب الذي يمشي زاحفاً على بطنه بحركة أبطأ من مشيت السلحفاة! فالكاتب -في مجتمعاتنا-يكتب الكتاب، وقد يعمل على صفه وإخراجه بنفسه، ثم يسلمه لدور النشر -أوكما أسماها أحدهم (دور النشل!!)- لتستلمه المطبعة، ليرقد فيها لفترة قد لا يعلمها إلاَّ الله والراسخون في العلم، وما يكاد أن يصل لأيدي جلسائه -هذا إن وصل- حتى تتقادم معلوماته.
كيف ننمي الحس المعرفي والإطلاعي لدى شبابنا؟
         بتوفير الأجواء المساعدة والتي من شأنها اجتذاب الشباب لمختلف مصادر المعرفة المتاحة. والمسؤولية في ذلك تقع على كاهل كل من: الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ووسائل الإعلام، والدولة. فمثلاً:
- الأسرة القارئة قادرة على صناعة ابن قارئ، إن هي وفرت المناخ المناسب، داخل المنزل.
         أما عن كيفية استثمار واقعها ثقافياً، فيمكنني أن أوجز ذلك بعددٍ من المقترحات، علماً بأن بعضها قد جربت عملياً من قبل بعض الأصدقاءوالمعارف، وهي الآتي:
         1- تخصيص جائزة لمن يتفوق على زملائه في استعارة أكبر قدر ممكن من كتب المدرسة، ويفضَّل تشجيع الطلاب على كتابة ملخصات للكتب
         2- إلقاء المحاضرات، وعقدت الندوات الثقافية داخل مكتبة المدرسة، سواء كان المحاضر مدرساً في نفس المدرسة، أو أحد علماء أو مثقفي المنطقة،
         3- تخصيص جوائز متعددة لمن يكتب أفضل: (بحث، مقالة، قصة، قصيدة، خاطرة، مسرحية...الخ)، على مستوى المدرسة، أو القطاع.
         4- إصدار النشرات الثقافية والتربوية، وتشجيع الطلاب على الكتابة فيها، وكذلك العمل على نشر بعض موضوعاتها في الصحف المحلية. وقد ذكر لي أحد الأصدقاء بأنه أرسل موضوعاً بقلم أحد طلابه لصحيفة محلية، وبعد نشرها للموضوع، أصبحت حديثاً للطلبة والمدرسين، وارتسمت أسئلة في نفوس بعضهم، إذ تعجبوا بسماعهم للخبر، وكأن الطالب قد ذهب في رحلة للمريخ!.. ألم نقل بأن المستوى الثقافي ضحلٌ في المدارس؟!
         5- تفعيل المكتبة المدرسية، وتزويدها بالكتب المناسبة للطلاب،
اعداد الطالب/ سائد سامي أبو رمضان
مساق الانترنت واستخداماته في العلاقات العامة
المصدر/مـدونة : حسن آل حمادة
الرابط المدونة /http://hahamadah.elaphblog.com/posts.aspx?U=283&A=423
المقالة التالية المقالة السابقة
3 تعليق
  • الطالب /  محمد عطا الله
    الطالب / محمد عطا الله 7‏/11‏/2010، 9:43 ص

    بارك الله فيك يا أخي وزميلي سائد يعني والله انها معلومات قيمة وجميلة استفدت من هذا الموضوع الكثير من المعلومات التي كنت افتقدها فبارك الله فيك

    اخوكم/ محمد عطا الله

  • saed abu ramdan
    saed abu ramdan 7‏/11‏/2010، 9:27 م

    شكرا علي مرورك أخ محمد وأشكرك أيضا علي موضوعك القيم وزودنا بمواضيع قيمة منك أخوك سائد

  • alaa
    alaa 9‏/11‏/2010، 11:28 ص

    مشكور اخى الطالب على هذا المعلومات الجميلة وبااااااارك الله فيك ولك جزير الشكر ..!!

اضـف تعليق
comment url